ارتفعت أسعار المعادن الثمينة في تداولات يوم أمس بعد أن انخفضت بشكل ملحوظ إثر ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي و انخفاض سعر برميل النفط إلى جانب الانخفاض الذي شهدته مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم . لكن بعد ذلك شهدنا ارتفاعا ً و سيولة تدخل الأسواق المالية المختلفة رفعت من مؤشرات الأسهم لتنجح إثر ذلك مؤشرات الأسهم من الإغلاق في الأخضر في بورصة نيويورك فيما شهدنا هذا اليوم ارتفاعا ً في مؤشر نيكاي الياباني ليغلق أيضا ً في الأخضر . عاد الدولار الأمريكي و انخفض سعر صرفه مقابل العديد من العملات الأجنبية ليفقد المكاسب التي حققها يوم أمس و في نفس الوقت نرى بان سعر النفط عاد للارتفاع بشكل حاد و هذه الأسباب جعلت المعادن الثمينة تعود للارتفاع معوّضة ً الخسائر التي تكبّدتها في الجلسة البريطانية خلال ما بقي يوم أمس من الجلسة الأمريكية لكن بقي سعر الفضة على بعض الانخفاض الذي عوّضه هذا اليوم . أغلق سعر الذهب مرتفعا ً بمقدار 2.70 دولار أمريكي عند مستوى 948.20 مرتفعا ً من الأدنى عند مستويات 940.50 فيما نرى بأن سعر البلاتين أيضا ً قد ارتفع نحو مستويات 1241.00 مكتسبا ً 8 دولارات لسعر الأونصة الواحدة بعد أن حقق الأدنى عند مستويات 1227.00 أما سعر الفضة فلم يستطع تعويض كل الخسائر التي تكبدها و اكتفى بارتفاع من الأدنى عند 14.04 ليغلق عند مستوى 14.27 لكن بقي السعر بذلك منخفضا ً مقارنة في الافتتاح و هذا الانخفاض مقداره 0.42% . هذا اليوم استطاع سعر الفضة أن يعوّض خسارة يوم أمس و ارتفع السعر بمقدار 0.49% و نرى السعر الآن يتداول عند مستويات 14.34 دولار للأونصة الواحدة كما هو السعر في تمام الساعة 02:44 EST و في نفس الوقت ارتفع سعر الذهب مكتسبا ً 0.26% ليتداول عند مستويات 950.70 . أما البلاتين فما زال يواجه ضغوطا ً حتى الآن بفعل توقعات تغيير سياسة الحكومة الصينية تجاه النمو الاقتصادي فانخفض السعر بمقدار 5 دولارات في تداولات هذا اليوم متداولا ً عند مستويات 1236.00 دولار للأونصة الواحدة . بالنظر إلى مؤشرات السلع أيضا ً نرى بأن ما حصل يوم أمس هو عودة للثقة بعد أن عاد المتداولون يرون أن الاقتصاد الدولي قد يكون قادرا ً في وقت قريب أن يخرج من الركود الاقتصادي بعد أن أوجد القاع المحتمل في الربع الأول من هذه السنة بعد أن تأكد يوم أمس بأن الانكماش الذي شهده الاقتصاد الأمريكي أقل بكثير من ما شهده خلال الربع الأول من السنة . في نفس الوقت بيانات الثقة التي تصدر من الاقتصاد الأوروبي و النمو الاقتصادي الذي تحقق في كل من اليابان و ألمانيا و فرنسا أعطى أملا ً بأن تكون فكرة خروج الاقتصاد الدولي من الركود الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية صحيحة بحسب ما تشهده الأسواق من بيانات اقتصادية . ارتفع مؤشر S&P GSCI بمقدار 3.53 نقطة مغلقا ً عند مستوى 464.42 فيما نرى بأن مؤشر RJ/CRB Commodity قد أغلق مرتفعا ً عند مستوى 256.52 بعد أن أغلق على ارتفاع كذلك فيما مؤشر UBS BLOOMBERG CMCI ما زال متمسكا ً في التداول قرب أعلى أسعاره لهذه السنة . التداول الإيجابي للسلع في العالم الآن هو نتاج توقعات عودة الطلب إلى سابق عهده مترافقا ً مع التحسن في الاقتصاد الدولي و خروجه تماما ً من الركود في وقت تشير فيه التوقعات أن عودة الاقتصاديات العظمى للنمو أصبح متاحا ً جدا ً و في وقت أقرب من التوقعات بعد أن أثبتت الاقتصاديات العظمى أنها كانت أهلا ً لتقف في وجه الأزمة الائتمانية الأسوأ منذ الكساد العظيم . نحن ما زلنا نتوقع أن يكون الاتجاه المتوسط الأمد و الطويل الأمد على المعادن الثمينة هو صاعد نحو الأعلى إذ أننا نرى بأن مستويات الفائدة المتدنية جدا ً إلى جانب سياسات التخفيف الكمي أو ما يشابهها في العالم سوف تكون مسئولة في المستقبل عن ارتفاع في مستويات التضخم و لا يجب أن ننسى بأن تعافي الاقتصاد الدولي سوف يعيد الاستهلاك و الطلب إلى الوضع الطبيعي مما قد يسبب أيضا ً طلبا ً على المعادن الثمينة إن كان صناعيا ً على الفضة أو البلاتين أو إن كان استهلاكا ً أو طلب ملاذ آمن من الذهب . على المدى القصير تختلط الإشارات بفعل التذبذب الكبير في الآراء الذي يشهده الاقتصاد الدولي من قبل المتداولين . كم من الوقت يحتاج الاقتصاد الدولي ليتعافى ؟ ما مقدار التعافي الذي سوف يشهده الاقتصاد الدولي ؟ ما هي المتغيرات الجديدة التي سوف تحصل من قبل صانعي القرار ؟ كلها سوف تكون سببا ً للتذبذب الكبير في أسواق المعادن على المدى اللحظي و القصير . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: