ارتفعت أسعار المعادن الثمينة في تداولات يوم أمس بشكل إجمالي و كذلك ارتفعت في تداولات هذا اليوم لكن من الملاحظ بأن المعادن لا تستطيع التمسّك في جميع المكاسب التي تحققها و عند الانخفاض تجد بعض الطلب الذي يعود ليدفعها نحو الأعلى قليلا ً مما يسبب تداولا ً جانبيا ً للمعادن الثمينة . استمر التداول الجانبي للذهب منذ 15-تموز الماضي بين مستوى 960.00 و 930.00 دولار للأونصة الواحدة معظم الوقت و لم يخرج من هذا النطاق إلا قليلا ً فيما نرى سعر الفضة يتداول منذ ذلك الحين في نطاق أوسع قليلا ً لكنه يعتبر أيضا ً جانبيا ً بين مستوى 13.30 و 15.00 أما البلاتين فقد تداول في اتجاه أكثر ميلا ً للصعود لكن بنظرة لتداولات المعدن منذ شهر آذار نجد أن معظم التداول انحصر بين 1090.00 و 1290.00 دولار . نرى بأن الميل للارتفاع على المعادن الثمينة لكن في نفس الوقت لم تستطع المعادن التمسك في جميع مكاسبها لكن في نفس الوقت نرى بأن أي انخفاض في السعر يواجهه طلب شرائي لا بأس به يعود ليدفع السعر نحو الأعلى . الميل للارتفاع الذي انتهى في اتجاه جانبي تقريبا ً يدل على أن العمليات المضاربية في الأسواق ما زالت قائمة و أن انخفاض السعر يجذب الطلب و ارتفاع السعر يغري المضاربين لجني الأرباح . في نفس الوقت لا نستطيع إلا أن ننظر إلى تداولات المعادن الثمينة و ارتباطها مع تداولات الدولار الأمريكي و الذي شهد انخفاضا ً مقابل العديد من العملات الأجنبية لنفس الفترة التي ارتفعت فيها أسعار المعادن الثمينة داخل النطاق الجانبي أما سعر برميل النفط كان أحد الأسباب التي منعت انخفاض سعر الذهب ما دون مستوى 900 دولار للأونصة في وقت يرى العديد من المستثمرون أن ارتفاع سعر برميل النفط قد يكون تهديدا ً بفقاعة جديدة في التضخم خصوصا ً و أن مؤشرات السلع في اتجاه صاعد إجمالا ً هذه السنة . في العودة للتداولات اللحظية و القصيرة الأمد ,نرى بأن سعر الذهب قد ارتفع في تداولات يوم أمس بمقدار 0.29% و أغلق في نيويورك عند مستوى 944.90 لكن بانخفاض من إغلاق لندن في السعر المعدّل عند 950.50 بعد أن حقق الأعلى في التداولات عند مستوى 955.40 . سعر الفضة أغلق على ارتفاع أكبر مقداره 0.78% عند سعر 14.25 و قد لعب الطلب الاستهلاكي دورا ً كبيرا ً في ذلك خلال الفترة الماضية في ظل انخفاض القدرة الشرائية للفرد و التي أدت إلى تغيّر العادات الاستهلاكية و دفعت الطلب الاستهلاكي نحو الفضّة أكثر من الذهب أما البلاتين فنجد أنه قد ارتفع بمقدار 0.24% و أغلق عند سعر 1240.00 دولار للأونصة الواحدة لكن بانخفاض قليل من إغلاق جلسة لندن في السعر المعدّل عند 1243.00 دولار للأونصة الواحدة . تداولات هذا اليوم في الأسواق المالية و كذلك يوم أمس اتسمت في ارتفاع أسواق الأسهم و انخفاض مؤشرات العقود الآجلة للسلع . نجد أن مؤشر داو جونز الأمريكي قد أغلق مرتفعا ً بمقدار 0.32% رغم الانخفاض الذي حصل قبيل إغلاق تداولات نيويورك فيما نرى كل من مؤشر فوتسي و داكس و كاك قد أغلقت على ارتفاع بعد أن قلّصت خسائرها خلال الجلسة الأوربية و اليوم في آسيا نرى مؤشر نيكاي الياباني قد أغلق مرتفعا ً بمقدار 1.37% بدعم من ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي كما أشارت بيانات يوم أمس و هذا ما أعطى المتداولين سببا ً لتوقع تحسّن الطلب الاستهلاكي في الاقتصاد الدولي في وقت تظهر الصين فيه ملامح التحسن . العقود الآجلة للسلع انخفضت في تداولات يوم أمس في نيويورك و نرى بأن مؤشر S&P GSCI قد انخفض بمقدار 10.69 نقطة ليتداول عند مستوى 464.02 مبتعدا ً عن المستوى الأعلى له هذه السنة عند 480.19 تقريبا ً و هذا دلالة على طلب مضاربي على السلع في العالم و هذا ما يبرر جني الأرباح و الانخفاض عند مستويات المقاومة النفسية . لم تتجاوب المعادن الثمينة مع مؤشرات السلع بل بقيت في اتجاه صاعد في تداولات يوم أمس و هذا اليوم كذلك و نرى سعر الذهب يتداول عند مستوى 947.20 بارتفاع مقداره 0.24% و سعر الفضة اليوم يتداول عند مستوى 14.39 أما البلاتين فيتداول عند مستويات 1251.00 دولار للأونصة الواحدة . أثبتت الأزمة الائتمانية بأنها لم تنتهي بعد و هذا ما يجعل العديد من الجهات تبقي على احتياطيات من الذهب فيما الطلب الاستهلاكي ارتفع على الفضة مبتعدا ً عن الذهب أما البلاتين فيشهد الطلب الشرائي في وقت تشير فيه التوقعات إلى أن الطلب الصناعي سوف يرتفع مع تحسّن يظهر في قطاع الصناعة . من هنا نحن ما زلنا نرى تذبذبا ً كبيرا ً على الأنظمة الزمنية اللحظية و القصيرة الأمد مع احتمال تصحيحات هابطة بفعل عمليات جني الأرباح لكن ما لا شك فيه الآن هو أن الاتجاه المتوسط و الطويل الأمد على المعادن الثمينة هو اتجاه صاعد ما لم تطرأ تغيّرات اقتصادية جذرية في الاقتصاد الدولي . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: