مع أن التفاؤل يملأ الأسواق المالية إلا أننا نرى حذرا ً كبيرا ً بين أوساط المتداولين و كل يوم نرى آراء جديدة حول مقدار التحسن الذي يشهده الاقتصاد الدولي و ما سوف يشهده من تحسّن خلال الفترة المقبلة . بين نمو الاقتصاد الألماني و الفرنسي و الأسترالي و بين القلق من الأزمة الائتمانية و ضعف الطلب على منتجات الشركات نرى تارة التفاؤل يملأ الأسواق المالية و اتجاه كبير نحو الاستثمار في الأصول الرأس مالية و السلعية و تارة نرى تقديرات تشير إلى أن الارتفاع الذي شهدته الأسعار أكبر من التحسّن الذي يشهده الاقتصاد الدولي . هذا ما يؤثر كذلك على أسواق المعادن الثمينة أما في التبعية للأسواق المالية و حركة الدولار و النفط أو بشكل مباشر عن طريق ارتفاع أو انخفاض الطلب الشرائي في هذه الأسواق . انخفض سعر برميل النفط نحو مستويات 68.00 دولار للبرميل الواحد فيما نرى سعر صرف الدولار الأمريكي قد ارتفع مقابل سلة العملات الرئيسية . متغيرات تسبب بيوعا ً على المعادن الثمينة الذهب منها خصوصا ً و هذا ما خفّض الارتفاع الذي حصل في تداولات يوم أمس لكل من سعر الذهب و الفضة و اكتفى كل منهما بارتفاع مقداره 0.66% و 0.81% على التوالي ليغلق سعر الذهب عند مستوى 957.20 و أغلق سعر الفضة عند 15.02 في تداولات نيويورك بالرغم من أن الفضة استطاعت تحقيق سعر 15.12 دولار كأعلى سعر في التداول فيما ارتفع الذهب نحو مستوى 958.20 . البلاتين , الذي يتميّز بأنه الأكثر حساسية لأداء القطاعات الاقتصادية الصناعية و المتغيرات على قوى الطلب و العرض و مقدار التحسن في الاقتصاد الدولي , انخفض في تداولات يوم أمس ليغلق عند مستوى 1225.00 فاقدا ً 13 دولارا ً كاملة ً و بقي في تداولات نيويورك ما دون مستوى إغلاق سعر لندن المعدّل عند 1234.00 خلال معظم الوقت . استمر نزيف أسعار المعادن الثمينة في تداولات هذا اليوم و انخفض سعر الذهب بمقدار 0.26% كما هو السعر في تمام الساعة 02:24 بتوقيت نيويورك و نراه يتداول عند مستوى 954.70 فيما سعر الفضة انخفض بمقدار 0.73% و يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 14.91 و أخيرا ً البلاتين يتداول حول مستويات 1224.00 فاقدا ً دولارا ً واحدا ً من إغلاق نيويورك يوم أمس . انخفاض الأسهم الآسيوية و التي نلخصّها بانخفاض مؤشر Asia Pacific Index MSCI بمقدار 1.6% إلى جانب استمرار تداول سعر برميل النفط في مستويات 68 دولار و رافق هذا ارتفاع آخر في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الأجنبية كلها كانت سببا ً رئيسيا ً في خروج السيولة من أسواق المعادن الثمينة هذا اليوم . بالنظر إلى مؤشرات السلع نرى بأن المجمل قد أغلق على انخفاض في تداولات يوم أمس و انخفض مؤشر S&P GSCI بمقدار 10.58 و أغلق تداولات نيويورك عند مستوى 443.20 مبتعدا ً عن أعلى مستوى له هذا السنة . هذه الإشارات كلها تؤكد بأن المتداولين الآن بالرغم من تفاؤلهم بسبب تحسّن الاقتصاد الدولي إلا أن القلق واضح من مقدار هذا التحسّن و كما نرى بأن العديد من الشركات المختصّة في إصدار التوقعات رسميا ً في العالم أصبحت تشير إلى أن العديد من أسعار السلع و الأصول أعلى من السعر العادل كمقارنة السعر السوقي في قوى الطلب و العرض الحقيقي في الاقتصاد . كنا قد أشرنا في تقريرنا يوم أمس بأن الظروف الاقتصادية المختلفة ليست سببا ً لأن نغيّر توقعاتنا على المعادن الثمينة ما دامت مستويات التضخم تبتعد شيئا ً فشيئا ً عن قيم ما دون الصفر , الذهب خصوصا ً لن نغيّر توقعاتنا المتوسطة الأمد عليه ما دامت المتغيرات الاقتصادية لا تحمل معها حالة انكماش الأسعار أو عودة الانخفاض الحاد في التضخم . من هنا نرى بأن الاختلاط في الآراء قد يسبب تداولات عنيفا ً على المعادن الثمينة و تذبذبا ً مائلا ً للهبوط لكن على المدى المتوسط و الطويل فالإشارات الاقتصادية ما زالت على ما هي عليه تشير إلى ارتفاع قد يكون تاريخيا ً على بعض المعادن الثمينة. تجدر الإشارة إلى أن تذبذب السلع و انخفاضها في العالم قد يسبب تداولات مختلطة على المعادن و قد تتبع المعادن أسعار النقط الخام و مؤشرات السلع الرئيسية في الانخفاض لكن في نفس الوقت نرى بأن هذه الأسواق قد لا تكون متصلّة تماما ًُ مع تحسّن الطلب على المعادن الثمينة بأي شكل كان أعلى شكل ملاذ آمن أو طلب استهلاكي أو استثماري أو حتى مضاربي . | 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: