في هذه اللحظات و في تمام الساعة 02:28 بتوقيت نيويورك نرى سعر الذهب يتداول عند مستويات 1000.70 دولار للأونصة الواحدة مرتفعا ً بمقدار 6.2 دولار أمريكي عن إغلاق نيويورك يوم أمس عند 994.50 . تداولات يوم أمس الجانبية و الضيقة جدا ً بين مستوى 997.80 و 984.80 شجّعت العديد من المتداولين على شراء الذهب إذ أن ثبات السعر في مستويات قريبة من الألف جعل العديد من المستثمرين يقتنعون أن أوامر البيع و جني الأرباح حول سعر 1000 دولار للأونصة قلّت بشكل كبير و فعلا ً نرى هذا اليوم و مع افتتاح بورصات أوروبا سعر الذهب استطاع تخطّي عتبة الألف دولار لأوّل مرّة منذ شهر شباط الماضي . الاقتصاد الدولي يبدي ملامح تعافي حقيقية و الدول العظمى العشرين وعدت أن تقف في وجه الأزمة الائتمانية و كل ذلك جعل المتابعين للاقتصاد الدولي يتوقعون أن يخرج الاقتصاد الدولي من الركود الحاد الذي يعاني منه لكن في نفس الوقت لا توجد دلائل تشير إلى أن الاقتصاد الدولي سوف يعود إلى سابق عهده بشكل سريع بل قد تمر فترة من النمو الضعيف و يبقى الاقتصاد الدولي هشّا ً . بالنظر إلى توقعات مستويات التضخم نرى أنه بالرغم من أن التوقعات القصيرة الأمد و المتوسطة الأمد تشير إلى أن مستويات التضخم قد تكون منخفضة إلى حد ما لكن على المدى الطويل فيتوقع العديد من المحللون الاقتصاديون أن مستويات التضخم سوف ترتفع بشكل حاد إثر أسعار الفائدة المتدنية جدا ً و التي قد تبقى كذلك حتى أواسط عام 2010 في الدول العظمى إلى جانب سياسات التخفيف الكمي و ما يشابهها من سياسات و لا يجب أن نغض النظر عن سياسات التحفيز الحكومية .كل هذا التحفيز للاقتصاد عن طريق ضخ سيولة نحو الأسواق المالية جعل القلق من انخفاض مستويات التضخم يقّل بشكل كبير و هذا ما شجّع المستثمرين الباحثين عن التنويع و الملاذ الآمن أن يتجهوا نحو الذهب . انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و ارتفاع سعر برميل النفط قد يكونا عاملين مساعدين في ارتفاع سعر الذهب و العديد من المعادن الثمينة هذا اليوم و في تداولات يوم أمس لكن في الحقيقة و بالنظر إلى مؤشرات السلع التي ما زالت تشهد انخفاضا ً متتاليا ً نرى أن الطلب الذي يحصل على المعادن الثمينة تسود عليه مضاربات استثمار في السعر السوقي و طلب ملاذ آمن من حالة عدم التأكد من حالة الاقتصاد الدولي المستقبلية . انخفض مؤشر S&P GSCI و أغلق تداولات نيوروك يوم أمس عند مستوى 439.01 و هذا دلالة على ضعف الطلب على السلع إجمالا ً في العالم في انتظار ظهور تحسّن حقيقي في الطلب الاستهلاكي . لم يقتصر الارتفاع على سعر الذهب بل شمل أيضا ً الفضّة و البلاتين و ارتفع سعر الفضة في تداولات يوم أمس بمقدار 0.62% فيما ارتفع سعر البلاتين بمقدار 0.16% و أغلق كل منهما عند مستوى 16.22 و 1253.00 على التوالي لكن نجم هذا اليوم من المعادن الثمينة كان سعر الفضة الذي حقق ارتفاعا ً مقداره 2.65% و نرى السعر يتداول عند مستوى 16.65 دولار للأونصة الواحدة فيما البلاتين فقد ارتفع بمقدار 1.12% و يتداول الآن عند مستويات 1267.00 دولار للأونصة الواحدة . ارتفاع سعر الفضة و البلاتين هذا اليوم بشكل فاق ما شهده الذهب كان بفعل مواجهة عنيفة بين قوى الطلب و العرض عند حاجز الألف دولار للأونصة الواحدة و هذا ما قلل اندفاع السعر نحو الأعلى . ارتفاع مؤشرات الأسهم في تداولات يوم أمس في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و إتباع أسواق الأسهم الآسيوية نفس النهج لم يجعل الطلب يقل على المعادن الثمينة بل نرى أن المستثمرون اتجهوا نحو المعادن الثمينة بتنويع في المحافظ و استثمار سعر سوقي . في الولايات المتحدة يوم أمس شهدنا ارتفاعا ً في السعر السوقي لسندات الخزانة الأمريكية ذات أمد استحقاق سنتين و أكثر وصولا ً إلى سندات الثلاثين عاما ً و في ألمانيا كانت التداولات مختلطة جدا ً لكن شهدنا ارتفاعا ً في السعر السوقي للعديد من أدوات الدين الحكومية أما هذا اليوم في اليابان فشهدنا ارتفاعا ً في أسعار السندات الحكومية جميعها دون استثناء و هذا دلالة على أن الطلب يرتفع على الملاذ الآمن و الاستثمارات التي تعتبر تغطية من مخاطر معينة و في حالتنا اليوم كانت المعادن الثمينة أحد الاستثمارات التي توفر عائد سعر سوقي و تشكّل حماية و غطاء ً من مخاطر حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية و مدى التحسن في الاقتصاد الدولي . ما زال المشوار طويلا ً على المدى المتوسط الأمد للمعادن الثمينة و ما زال للارتفاع بقية لكن على المدى القصير و اللحظي فالتذبذب سوف يرتفع بشكل ملحوظ فمستويات حول المقاومات النفسية تعتبر مستويات خطرة للتداول لكن بشكل إجمالي ثبات المتغيرات الاقتصادية الحالية و توقعاتها المستقبلية على ما هي عليه سوف تبقي على الاتجاه المتوسط الأمد صاعدا ً نحو الأعلى . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: