مللنا من التداولات الجانبية التي استمرت لفترة طويلة جدا ً و على ما يبدو أن المعادن الثمينة ما زالت تفتقر إلى العزم الصاعد الكافي للاستمرار في الارتفاع نحو الأعلى لكن مع أي هبوط في السعر نرى طلبا ً شرائيا ً واضحا ً يعود ليدفع المعادن الثمينة نحو الأعلى . قد يكون الطلب الشرائي الذي نراه على المعادن الثمينة مع انخفاض السعر عبارة عن طلب شرائي استهلاكي و كذلك طلب شرائي للمضاربة في السعر السوقي من قبل العديد من المستثمرين لكن ما يجب الأخذ بعين الاعتبار الآن هو أن السيولة الكبيرة جدا ً في الأسواق المالية للمعادن الثمينة و التي تختص في كبار المتداولين من البنوك و الشركات استقرت و لا نشهد حركات كبيرة منها و الدلالة على ذلك هو انخفاض أحجام التداول و التذبذب الجانبي و سيطرة الطلب الشرائي من صغار المتداولين و الذين لم ينجحوا في دفع المعادن نحو الأعلى في وقت كما أشرنا فشلت المعادن في الاستقرار في مستويات منخفضة . انخفض سعر برميل النفط في تداولات يوم أمس لكن في نفس الوقت نرى بأن الدولار الأمريكي شهد موجة ً من الضعف و هذا ما خفف من تأثير انخفاض سعر برميل النفط ليكتفي كل من سعر البلاتين و الذهب في انخفاض طفيف مقارنة بارتفاع في سعر الفضة و الذي كان أيضا ً قليلا ً نسبيا ً . أغلق سعر الذهب في تداولات يوم أمس منخفضا ً بمقدار 0.46% عند مستوى 950.90 فيما نرى سعر البلاتين قد فقد 0.56% من سعر الأونصة و أغلق تداولات نيويورك عند مستوى 1238.00 دولار للأونصة الواحدة أما سعر الفضة فقد استطاع الثبات في مستويات مرتفعة عند سعر 14.90 دولار للأونصة عند إغلاق نيويورك . نرى هذا اليوم ارتفاعا ً ساد المعادن الثمينة الرئيسية الثلاث و نرى سعر الذهب قد ارتفع بمقدار 0.38% متداولا ً عند مستوى 954.50 في تمام الساعة 02:27 بتوقيت نيويورك أما سعر الفضة فقد ارتفع بمقدار 0.54% متداولا ً عند مستوى 14.98 و أخيرا ً نجد أن البلاتين كان نجم تداولات آسيا و ارتفع بمقدار 1.21% متداولا ً عند مستوى 1253.00 . الارتفاع الذي شهده البلاتين كان أكبر من كل من الذهب و الفضة إثر ظهور بيانات اقتصادية أشارت إلى ارتفاع في قروض اقتناء السيارات و هذا الارتفاع في القروض أعطى توقعات أن يرتفع الطلب أيضا ً خلال الفترة القادمة على السيارات مما دفع المستثمرين لشراء البلاتين لارتباطه الوثيق مع صناعة السيارات التي تضررت بشكل كبير جراء الركود الاقتصادي الأعمق و الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية . ارتفاع القروض الخاصة في اقتناء السيارات خلال الربع الثاني من هذه السنة أعطت سببا ً لتوقع أن قاع الركود الاقتصادي و هذا القطاع تحديدا ً كان خلال الربع الأول من هذه السنة و ربما يشهد تحسنا ً خلال الفترة القادمة. خلال الربع الثاني ارتفعت القروض على السيارات بمقدار 0.78% مقارنة بـ 0.68% لنفس الوقت من العام الماضي فيما شهدت ارتفاعا ً بمقدار 7.35% بالنسبة للقروض الدولية لـ 60 يوما ً . أغلق مؤشر S&P GSCI منخفضا ً في تداولات يوم أمس بمقدار 12.92 و كان هذا الانخفاض كبيرا ً جدا ً مقارنة في متوسط التداول لثلاث أشهر ماضية و قد تأثر المؤشر بانخفاض أسعار العديد من السلع بشكل حاد إثر جني أرباح كبير حصل في الأسواق المالية لتوقعات أن يكون الركود الاقتصادي الحالي أطول مما توقعه البعض زمنيا ً . يبقى أن نذكر أن هذا الانخفاض ما هو إلا إعادة تقييم أسعار السلع في العالم بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته و أوصلت الأسعار إلى فوق القيمة العادلة لها . ركود اقتصادي , انتعاش اقتصادي , استقرار اقتصادي , كلها حالات قد تقود إلى ارتفاع في أسعار المعادن الثمينة على رأسها الذهب . فبين ملاذ آمن و سلعة استهلاكية يستطيع سعر الذهب أن يستفيد من تلك الظروف المختلفة و الشيئين الوحيدين اللذان قد يجعلا سعر الذهب و المعادن الثمينة تنخفض هما انخفاض مستويات التضخم إلى جانب تغيّر العادات الاستهلاكية و انخفاض الطلب . مستويات التضخم قد تعود للارتفاع و شهدنا بيانات اقتصادية من أوروبا أشارت إلى خروج المؤشرات الأسعار الشهرية للمستهلك من مستويات الصفر إلى جانب أن تأثير انخفاض الأسعار الكبير للسلع حول العالم و الذي بدأ منذ منتصف العام الماضي تقريبا ً بدأ تأثيره يقل . لا يجب أن نهمل أيضا ً تأثيرات سياسات التخفيف الكمي إلى جانب أسعار الفائدة المتدنية جدا ً و هذان عاملات مهمان سوف يمنعان استمرار تواجد التضخم في مناطق سلبية و بهذا نستطيع استثناء تأثير التضخم المتوسط الأمد على أسعار المعادن الثمينة و بهذا يبقى عندنا متغيّر واحد و هو الطلب الاستهلاكي و الطلب الإنتاجي للمعادن إلى جانب طلب الملاذ الآمن . نحن نرى بأن فرصة تحسّن الطلب في الاقتصاد الدولي قائمة فعلا ً و هذا ما يشير إلى أننا نتوقع اتجاها ً صاعدا ً لأسعار المعادن الثمينة على المدى المتوسط بل لا نستبعد أسعارا ً تاريخية للذهب على المدى المتوسط و الطويل لكن على المدى القصير و اللحظي فالتذبذب هو سيد الموقف , خصوصا ً هذا الأسبوع في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية إلى جانب العديد من البيانات الاقتصادية الأخرى المهمة جدا ً منها قرارات الفائدة في البنوك المركزية و التصريحات اللاحقة لها . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: