الارتفاع الكبير في أسعار المعادن الثمينة الذهب منها خصوصا ً يقلق المستثمرين الآن من انخفاض الطلب الاستهلاكي على المعادن شاملا ً الطلب على المجوهرات مما قد يسبب انخفاضا ً في العزم الصاعد الشرائي الذي شهدته المعادن الثمينة خلال الفترة الماضية . نرى بأن سعر الذهب ارتفع في تداولات نيويورك يوم أمس بمقدار 0.74% ليغلق التداول عند مستوى 1056.70 دولار للأونصة الواحدة فيما نرى سعر الفضة قد ارتفع بمقدار 0.11% و أغلق التداول عند مستوى 17.72 أما البلاتين فقد أغلق التداولات عند مستوى 1335.00 بارتفاع مقداره 0.15% . بمقارنة الارتفاع الذي حصل على المعادن الثمينة نجد أن الذهب هو الأكثر ارتفاعا ً فيما المعادن التي تتأثر أكثر في الطلب الاستهلاكي و الطلب التصنيعي قد ارتفعت فعلا ً لكن بشكل أقل من ارتفاع الذهب و قد يكون هذا دلالة على طلب شرائي على الذهب ليكون احتياطي تحوّط من حالة عدم التأكد التي تنتشر في الاقتصاد الدولي حتى مع ظهور حالة من التحسّن المستمر فيه و الخروج من الركود الاقتصادي . من ناحية أخرى في المقارنة التي أشرنا إليها في الفرق بين مقدار الارتفاع بين المعادن الثمينة الثلاث نجد أن الطلب الاستهلاكي قد يكون انخفض بشكل كبير و هذا بفعل ارتفاع الأسعار للمعادن بشكل إجمالي و بالتالي أصبح المتداولون الآن أكثر قلقا ً تجاه استمرارية الارتفاع في السعر في وقت تنخفض فيه قوى الطلب بارتفاع السعر . انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي في تداولات يوم أمس و كذلك ارتفع سعر برميل النفط و هذه بالتأكيد أسباب دفعت المعادن الثمينة نحو الارتفاع . مؤشرات السلع في تداولات نيويورك يوم أمس شهدت ارتفاعا ً و نرى بأن مؤشر S&P GSCI قد ارتفع ليحقق السعر الأعلى لهذه السنة عند 483.71 فيما ارتفع مؤشر RJ/CRB COMMODITY ليغلق التداول عند مستوى 267.14 نقطة . ارتفاع مؤشرات السلع إلى جانب ارتفاع سعر برميل النفط يجعلان المتداولين يتوقعون ارتفاعا ً كبيرا ً في التضخم على المدى الطويل على الرغم من استمرار تراجع مستويات التضخم , انخفاض أسعار الفائدة إلى جانب سياسات البنوك المركزية الغير اعتيادية و كل هذا نضيفه إلى خطط التحفيز الحكومية تشير إلى أن السيولة المتوافرة في الأسواق المالية كبيرة جدا ً لدرجة أنه بمجرد استقرار الاقتصاد الدولي سوف نشهد ارتفاعا ً كبيرا ً في الأسعار و منه ارتفاع حاد في مستويات التضخم . نرى بأن بيانات الأرباح و الخسائر التي تصدر من الشركات العظمى في العالم كانت أفضل من التوقعات و هذا أعطى سببا ًللاعتقاد بأن الاقتصاد الدولي فعلا ً ترك الركود الأسوأ منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية خلفه ليمضي في طريق النمو و الاتجاه نحو الانتعاش و الاستقرار . ببقاء الظروف الاقتصادية الحالية من تحسّن فأن التضخم قد يرتفع ارتفاعا ً كبيرا ً على المدى الطويل و لذلك نرى بأن الطلب على المعادن الثمينة يشمل طلبا ً كملاذ آمن من آثار انخفاض القدرة الشرائية للنقد المتوقع حصولها خلال الفترة القادمة . في نفس الوقت فأن الوضع الاقتصادي الحالي يجعل القدرة الشرائية للفرد تنخفض حتى مع أن القدرة الشرائية للنقد ترتفع و هذا أيضا ً بدوره يشجّع شراء المعادن الثمينة للحماية من مخاطر ارتفاع البطالة التي وصلت في الولايات المتحدة إلى 9.8% و في أوروبا إلى 9.6% و في العديد من الدول نرى حالات ارتفاع مستويات البطالة. الأسباب التي ذكرناها للتو تجعلنا نتوقع أن يبقى الاتجاه الإجمالي المتوسط الأمد و الطويل الأمد على المعادن الثمينة هو اتجاه صاعد نحو الأعلى لكن على المدى اللحظي و القصير الأمد فالقلق من أن ينخفض الطلب الاستهلاكي و الاستثماري و الصناعي بشكل كبير على المعادن بارتفاع أسعارها قد يسبب موجات جني أرباح متكررة بين الحين و الآخر . تداولات هذا اليوم على المعادن الثمينة كانت جانبية إلى حد ما مع تغيرات طفيفة جدا ً في الأسعار, نرى سعر الذهب اليوم يتداول عند مستوى 1055.00 في تمام الساعة 02:22 بتوقيت نيويورك فيما سعر الفضة يتداول عند مستوى 17.78 أما سعر البلاتين هذا اليوم فيتداول عند مستوى 1344.00 و نرى بأن المعادن تداولت خلال الفترة الآسيوية بتذبذب و نطاق ضيق .أداء الأسهم الأمريكية يوم أمس كان مختلطا ً جدا ً و حصل موجة من جني الأرباح و الانخفاض قبل إغلاق بورصة نيويورك فيما تداولات اليابان و هانج سينج هذا اليوم كانت إيجابية حيث أن انتظار نتائج الشركات الأمريكية يجعل المستثمرين في تفاؤل إذ أن التوقعات تشير إلى الأفضل . ارتفاع مؤشرات الأسهم يشير إلى استمرار التحسن في الاقتصاد الدولي و بالتالي يدعم استمرار ارتفاع الطلب على المعادن الثمينة لكن في نفس الوقت القلق من انخفاض الطلب بارتفاع الأسعار يحد من الارتفاع الذي تشهده المعادن الثمينة . | 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كن إيجابيا وشارك برأيك لا تقرأ وترحل
تقييمك للمواضيع يساعدنا على معرفة مدى توفقنا فى اختيار المحتوى المناسب لك وتعليقاتك تطلعنا على رأيك وانطباعك واحتياجاتك مما يساعدنا على تلبيتها.
شرف لنا أن تحمل صفحاتنا كلماتك.
تفضل بالتعليق: