قلق تجار المجوهرات من ارتفاع أسعار المعادن الثمينة

انخفضت المعادن الثمينة في تداولات يوم أمس بعد أن انخفض الطلب عليها بشكل واضح بعد توقف الارتفاع حيث نجد أن المستثمرين عادوا للقلق تجاه ارتفاع أسعار المعادن الثمينة الذهب منها خصوصا ً إذ أن ارتفاع سعر الذهب يقلل بشكل كبير الطلب الاستهلاكي على المجوهرات و هذا ما تم أللإشارة إليه من عدد من تجّار مختصين في المجوهرات حيث ظهرت لديهم حالة من الانخفاض المفاجئ في الطلب خلال الأيام القليلة الماضية .

انخفاض الطلب على المجوهرات سبب موجة من جني الأرباح على المعادن الثمينة معظمها للتتبع موجة جني الأرباح على الذهب و هذا ما سبب انخفاض سعر الذهب متن مستويات 1003.40 إلى 992.40 في نيويورك فيما نرى سعر الفضة قد انخفض انخفاضا ً أكثر من المعادن الأخرى ليسجل إغلاقه عند مستوى 16.30 بانخفاض من الأعلى 16.73 دولار للأونصة الواحدة . أما البلاتين فقد انخفض من مستوى 1306.00 و أغلق عند مستوى 1274.00 دولار للأونصة الواحدة .

بعض الارتفاع الذي حصل في سعر الدولار الأمريكي يوم أمس ساعد أيضا ً على موجات جني الأرباح على المعادن فيما ارتفاع مؤشرات الأسهم و هذا أيضا ً ما شجّع بعض عمليات جني الأرباح على المعادن للاتجاه نحو أسواق الأسهم إذ أن المستثمرين في السعر السوقي وجدوا بداية الانخفاض في المعادن مقلقا ً و هذا ما سبب الاتجاه نحو تحقيق الأرباح المعوّمة لترصيد هذه الأرباح في المحافظ قبل الاتجاه لاستثمارات أخرى .

الآمال التي تسود الأسواق المالية بسبب الآمال التي يقتنع فيها الكثيرون على أن يكون الاقتصاد الأمريكي و منه الاقتصاد الدولي بدأ فعلا ً مرحلة التعافي تشجّع الاستثمار في الأصول الغير ثابتة العائد و مع بعض الانخفاض في الطلب الاستهلاكي على المعادن الذي حصل في الأيام الماضية ساد القلق بين أوساط المستثمرين في تلك الأسواق ليغيّروا من استثماراتهم مع الإبقاء على أصول استثمارية في الأسواق و هذا ما سبب اتجاها ً من المعادن الثمينة إلى أسواق الأسهم و أسواق السلع الأخرى . ارتفع مؤشر S&P GSCI بمقدار 2.83 نقطة و أغلق تداولات نيويورك عند مستوى 457.16 نقطة فيما نرى سعر برميل النفط أيضا ً استطاع المحافظة على الاتجاه الصاعد الإجمالي.

هذا اليوم عادت المعادن الثمينة لتجد بعض الطلب لترتفع مرّة أخرى لكن الارتفاع على الذهب كان قليلا ً بمقارنة كل من الفضة و البلاتين . يتداول سعر الذهب في تمام الساعة 02:36 بتوقيت نيويورك عند مستوى 995.40 مرتفعا ً بمقدار 0.30% فيما نجد سعر الفضة قد ارتفع بمقدار 1.23% و سعر البلاتين قد ارتفع بمقدار 0.71% ليتداول كل منهما عند مستوى 16.50 و 1283.00 على التوالي في نفس الوقت المذكور .

الفضّة و البلاتين يعتبران أحد الاستثمارات في السعر السوقي إلى جانب كون هذه المعادن ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً مع التحسّن في الاقتصاد الدولي  والقطاعات الصناعية فيه و هذا ما يبرر كون هذه المعادن هي الأكثر تذبذبا ً في الفترة الماضية و نجد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها بينما نرى سعر الذهب يتداول برزانة و ثبات في الاتجاه الصاعد الإجمالي لكن نرى بين الحين و الآخر تذبذبا ً جانبيا ً إذ أن الطلب على الذهب كملاذ آمن يفوق كل من الفضة و البلاتين و هذا ما يجعل جزءا ً من الطلبات الشرائية على الذهب تختفي مع توفر فرص استثمارية أفضل .

ما زلنا نرى بأن أمام سعر الذهب و غيره من المعادن الثمينة مزيدا ً من الارتفاع و التصحيحات الهابطة التي تحصل ما هي إلا تخلّص من المضاربات و الطلب المتذبذب في التجارة الالكترونية و غيرها من بعض المضاربات في التجارة العادية و كذلك نرى أن المستثمرين يتأثرون جدا ً عند ملاحظة انخفاض في الطلب على المعادن الثمينة مع كل ارتفاع في السعر و هذا ما يجعلنا لا نستبعد استمرار التذبذب الكبير على و الانخفاض بين الحين و الآخر في موجات تصحيحية .

على المدى المتوسط و الطويل ما زالت المتغيرات الاقتصادية التي طالما ناقشناها تؤكد على أن أسعار المعادن الثمينة على رأسها الذهب في اتجاه صاعد و قد نرى أسعارا ً تاريخية جديدة على الذهب و هذا بفضل سياسات التخفيف الكمي و مرافقتها لأسعار الفائدة المتدنية جدا ً و هذا ما قد يطلق العنان للتضخم عند عودة الاقتصاد الدولي للتحسن على المدى الطويل . أما المدى المتوسط فحالة عدم اليقين من الفترة التي سوف يحتاجها الاقتصاد الدولي للعودة إلى وضعه الطبيعي تجعل طلب الملاذ الآمن مستمر في العديد من الجهات في العالم .